استنساخ الشعر

استنساخ الشعر


استنساخ الشعر :


استنساخ الشعر ,يعاني الكثيرون من مشكلة الصلع و فقدان الشعر الذي غالبا ما ينتج عن الاصابة بمرض الثعلبة أو فقدان الشعر الوراثي الشائع ، و ما زال العلماء يحاولون تطوير العلاجات الأفضل لهذه المشكلة و من بينها ما تدعى اليوم بعملية استنساخ الشعر  ، و تعتبر هذه الطريقة من أحدث التقنيات الطبية في هذا المجال و تعتمد على استخلاص خلايا بصيلات الشعر المنزوعة من المريض و العمل على زيادة عددها داخل المختبر لتتم زراعتها من جديد في المناطق المصابة بالصلع لينمو الشعر الجديد فيها.

و قبل الخوض في تفاصيل عملية استنساخ الشعر لابد لنا من التعرف الفرق بينها و بين أسلوب مضاعفة الشعر لعلاج الصلع والذي يدعى القطف الجزئي  PL-FUE.

 

الفرق بين عملية استنساخ الشعر والقطف الجزئي:


  • من المعروف أن عملية زراعة الشعر بتقنية القطف الجزئي تتم عن طريق استخلاص بصيلات الشعر من المناطق المانحة الموجودة في القسم الخلفي من الرأس و بعد ذلك يتم زرعها في المناطق التي تحتاج لها و التي تكون مصابة بالصلع ، و لكن يتحكم كمية و كثافة الشعر في المنطقة المانحة بعدد البصيلات المتاحة زراعتها و هو ما قد يقلل من كثافة الشعر في المنطقة المزروعة . أما في عملية استنساخ الشعر فتعتمد في الأساس على مضاعفة الخلايا المأخوذة من الرأس بكميات غير محدودة مما يسمح بتكثيف زراعة الشعر و تغطية كامل المناطق الصلعاء مهما كانت.
  • في عملية القطف الجزئي يقوم الطبيب بإجراء فحص مجهري للشعر و ذلك للتحقق من البصيلات التي تملك خلايا جذعية كافية لأن ذلك يساعد في معرفة امكانية تجدد الخلايا و نمو بصيلات جديدة لاحقا.
  • و لكن كما ذكرنا فإن زراعة الشعر بالاقتطاف  تتحدد بكمية و كثافة الشعر في المنطقة المانحة ، و عموما يبلغ متوسط عدد بصيلات الشعر المزروعة بالطرق التقليدية نحو8,000 بصيلة تقريبا ، و لهذا لا يمكن بواسطتها زراعة الرأس بالكامل ، و هذا الامر ادى الى التفكير بعملية استنساخ الشعر.

هل عملية زراعة الشعر بالاستنساخ قابلة للتحقق؟


  • عملية استنساخ الشعر ليست عملية سهلة و تحتاج الى الكثير من التجارب و الاختبارات قبل أن تتحول الى حقيقة قابلة للتنفيذ على أرض الواقع ، فهي تحتاج الى إكثار بصيلات الشعر في أنابيب الاختبار و توفير الامكانية لها للنمو بالشكل الصحيح و هذا امر بالغ التعقيد.
  • في تجربة مماثلة قام خبراء زراعة الشعر بنقل خلايا الجلد التي تغطي الجزء السفلي من بصيلات الشعر من شخص و حقنها في جلد شخص آخر لتعمل على انتاج الشعر الجديد من خلال بصيلات جديدة ، و يأمل الخبراء في المستقبل بأن تتضاعف تلك الخلايا من خلال طبق بتري الذي يستخدم في زراعة الخلايا في المختبر.
  • و قد زادت فرص أن تكون عملية زراعة الشعر بالاستنساخ ناجحة و قيد الاستخدام في المستقبل بعد التوصل من خلال التجربة الى أن الخلايا المانحة من الذكور و المتلقي الذي سيتم زرع الشعر به أنثى ، و هو ما يقلل من امكانية رفض الجسم لهذه الخلايا لاحقا . و ذلك لأن عدم رفض الجسم لخلايا غريبة و خصوصا أنها من الجنس الآخر و لها صفات وراثية مختلفة على أن خلايا غلاف الجلد لها وضع مناعي خاص بها ، و على أن الجزء السفلي من بصيلات الشعر يتمتع بمناعة مميزة في الجسم.

أمور هامة في التجربة:

  • الامر الاكثر أهمية في هذه التجربة هو أن الخلايا التي تم الاعتماد عليها في تحفيز خلايا جلد الشعر هي الخلايا الليفية ، و التي تتميز بسهولة زراعتها لدرجة أن المنطقة المانحة قد تتحول بذلك الى مصدر كبير جدا للشعر.
  • و لكن في المقابل برهنت شركة Intercytex البريطانية و التي تعتبر من أوائل الشركات التي أجرت تجارب عدة في مجال استنساخ الشعر ، على ان الكلام السابق نظري فقط و لا يمكن تطبيقه ، فبعد بعد وصول تجربتها الى المرحلة الثالثة من تجارب عملية استنساخ الشعر فشلت في الوصول الى أي تقدم و لهذا أعلنت في عام 2008 عن فشل هذه الطريقة و أوقفت كافة أبحاثها و تجاربها.
  • كذلك أوقف معهد Aderans الياباني للأبحاث تجاربه في مجال استنساخ الشعر بعد وصوله للمرحلة الثانية عام 2013 و ذلك بسبب الفشل و عدم تحقيق أي نتائج يمكن البناء عليها ، و اتجهوا الى محاولات في طرق أخرى لزراعة الشعر.
  • شركة Replicel و بعض الشركات الأخرى هي القليلة المتبقية التي ما زالت تقوم بتجارب و دراسات لإنجاح عملية استنساخ الشعر ، و التي عن طريقها ستكون مشكلة الصلع قد حلت الى الأبد.

 

طرق استنساخ الشعر:


  • تعتمد طريق استنساخ الشعر على خلايا محددة تدعى خلايا الأدمة الحليمية dermal papilla أو اختصاراً DP  cells، و التي تتوافر في طبقات الجلد و كذلك في طبقة من طبقات الجزء السفلي من بصيلات الشعر ، و لهذا الخلايا أهمية بالغة جدا حيث أنها المسؤولة عن تطوير بصيلات الشعر ونموها ، كما أنها تعتبر مخزنا هاما لعدد من الخلايا الجذعية القوية ، و تعمل هذه الخلايا على تحفيز نمو الشعر.
  • تحتاج عملية استنساخ الشعر الى القيام بزراعة و مضاعفة خلايا الأدمة الحليمية الليفية ، و بشكل  يعمل فيه عدد صغير منها على انتاج عدد كبير من بصيلات الشعر و هو ما يحل مشكلة الصلع مهما كانت مساحتها.
  • في سنة 2008 تم تقديم 4 طرق فنية تجريبية في المنتدى الدولي لزراعة الشعر ، و قد ركزت هذه الأبحاث على كيفية تحويل تقنية استنساخ الشعر الى علاج قابل للاستعمال في المستقبل.

و هناك طرق متعددة لإجراء استنساخ الشعر و هي:

  • زراعة خلايا الجلد الحليمية وحدها في طبقة الأدمة الجلدية: و تعمل هذه الطريقة  على تحويل الخلايا التي تغطي الجلد و تدعى بالخلايا الكيراتينية إلى بصيلات شعر تسمى ببصيلات ” النشأة الجديدة ” و هو ما يؤدي الى نمو شعر جديد لاحقا في المناطق الصلعاء.
  • زراعة الخلايا باستخدام مصفوفة: و في هذه التقنية توضع خلايا الجلد الحليمية وحدها أو مع الخلايا الكيراتينية في مصفوفة من الكولاجين أو المواد الصناعية ، و يكون دور هذه المصفوفة يشبه عمل السقالة حيث تقوم بتنظيم الخلايا و تكوين البصيلات و جعلها تنمو لتنتج الشعر لاحقا.
  • زراعة خلايا الجلد الحليمية مع الخلايا الكيراتينية: و يتم ذلك في المختبر و ينتظر حتى ينمو جزء من الشعرو بعد ذلك تتمت عملية زراعته ، الأمر المميز في هذه التقنية هو القدرة على توجيه الشعيرات المزروعة بالاتجاه المطلوب كنا نريد.
  • زراعة خلايا الجلد الحليمية المستنسخة بجوار البصيلات الصغيرة: و تعتمد هذه الطريق على خلايا الجلد الحليمية التي من المتوقع أن تعمل على تحفيز الخلايا الكيراتينية للبصيلات الصغيرة لتنمو وتصبح شعيرات طرفية ، و المهم هنا أن البصيلات الصغيرة ستعمل على انتاج شعر سليم و قوي.

 

ما هو الشكل الناتج عن استنساخ الشعر ؟


  • بما انه لم تتم تجربة عملية استنساخ الشعر على الواقع بعد ، فقد يتساءل الكثيرون عن المظهر الذي سيبدو عليه الشعر بعد العملية ، و خصوصا انه في بعض الأحيان يتم الاعتماد على نقل الخلايا من شخص أخر عندما لا يتواجد شعر في المنطقة المانحة لدى المريض.
  • و هنا يقول الخبراء أن الشعر الذي سينمو بعد الاستنساخ سيكون مماثلا للشعر الأصلي الذي كان يملكه المريض ، و ليس كشعر الشخص المانح الذي تبرع بالخلايا المحفزة.  و لكن في كل الأحوال غالبا ما يتبقى شعر في المناطق المانحة المتواجدة في خلف فروة الرأس و من الممكن الاعتماد عليها في عملية الاستنساخ.

المشاكل التي تواجه عملية استنساخ الشعر:


  • توجد بعض الصعوبات في  اختيار البصيلة الأفضل لأخذها من المنطقة المانحة لإنتاج أفضل شعر.
  • الأمر الأكثر صعوبة في عملية استنساخ الشعر هو الحاجة الى أن تنجح عملية زراعة الخلايا المستخرجة خارج الجسم ، حيث أن المشكلة تحدث هو  أن الخلايا في المزرعة تبدأ بإزالة التمييز وتتكاثر وتتصرف على أنها خلايا ليفية وليست شعر . و هنا حاول الخبراء ايجاد البيئة المناسبة لنمو الخلايا على أنها شعر لحل هذه المشكلة.
  • في عملية استنساخ الشعر من الصعب ضمان نمو الشعر في الاتجاه الصحيح أو بنفس مواصفات الشعر الطبيعي المطلوب ، و هنا نحتاج إلى مصفوفة من الخلايا للحفاظ على نمو الخلايا بشكل صحيح ، و قد وصل البعض الى امكانية التحايل على هذه المشكلة من خلال زراعة الشعر المستنسخ في وسط فروة الرأس ، بينما تتم زراعة مقدمة فروة الرأس بطريقة الاقتطاف العادية.
  • هناك مشكلة أيضا في نمو الشعر بعد انقضاء دورته الطبيعية ، حيث لا يوجد ما يضمن استمرار نمو الشعر المستنسخ بعد انتهاء الدورة التي تستمر ما بين سنتين الى عدة سنوات و بعدها لابد ان يعود الشعر بشكل طبيعي للنمو خلال 3 أشهر الا أن هذا قد لا يحصل مع حالة الشعر المستنسخ.

هل زراعة الشعر بالاستنساخ آمنة ؟


  • الأمر المقلق الأكبر الذي يواجه الباحثين حاليا هو وجود بعض المخاوف في عملية استنساخ الشعر من كون الخلايا التي تحفز نمو الشعر قد تسبب في تحفيز نمو الأورام الخبيثة كذلك . و من ناحية أخرى ليس من السهل تلبية متطلبات إدارة الأغذية والعقاقير FDA  و تحقيق كامل شروطها للحصول على موافقتها و اعتماد عملية استنساخ الشعر.
  • تحتاج عملية استنساخ الشعر  حتى تحظى بقبول إدارة الأغذية و العقاقير الى اجتياز 3 مراحل رسمية من التجارب السريرية ، و هذا الأمر يتطلب وقتا يحتاج الى عدة سنوات.

 

ما هي تكلفة زراعة الشعر بالاستنساخ؟


  • ما زالت عملية استنساخ الشعر قيد الدراسة و التجريب حاليا ، و لهذا فلم يتم بعد تحديد تكلفتها بشكل صحيح ، و لكن بعض التقديرات تشير الى أن تكلفة زراعة الشعر بالاستنساخ قد تصل الى حوالي  6,000 دولار أمريكي لكل 1,000 خصلة.
  • و عموما قد تتراوح تكلفة زراعة الشعر بالاستنساخ ما بين 3,700 الى 17,800 دولار أمريكي ، و هذا يتوقف على حالة الصلع و المساحة المطلوب علاجها . و كذلك ستختلف التكلفة بحسب الطبيب و خبرته و البلد الذي سوف تتم فيه العملية.

 

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *