تساقط الشعر بعد الولادة

تساقط الشعر بعد الولادة:

تساقط الشعر بعد الولادة ,بالرغم من ان مشكلة تساقط الشعر و الصلع تصيب الرجال بشكل اكبر من النساء الا أن هذا لا يعني ان المرأة محمية من هذه المشكلة ، و لكنها فقد تتخذ لديها اشكال مختلفة تتمثل بالتعرض للشعر الخفيف و في حالات قليلة تصاب بالصلع . حيث تتعرض النساء في مراحل عمرهن المختلفة لمشكلة تساقط الشعر لأسباب متنوعة بعضها قد يكون مماثلا لأسباب تساقط الشعر لدى الرجل ، و البعض الآخر قد يكون خاصا بهن كما يحصل في مراحل الحمل و الولادة و هو الامر الذي يشغل بال الأمهات و يقلقهن الى حد كبير و ذلك بسبب الأهمية الجمالية الكبيرة للشعر لديهن.

تساقط الشعر بعد الولادة ، و الاسباب التي تؤدي الى ذلك ، و طرق الوقاية من التعرض الى هذه المشكلة ، و كذلك علاجها عند وقوعها ، كل ذلك و أكثر سنتحدث عنه بالتفصيل في خلال مقالنا التالي.

تساقط الشعر بعد الولادة:

• كثيرا ما تلاحظ النساء بعد الانجاب ان شعرهن بدأ بالتساقط بشكل كبير و ملحوظ ، حيث ستجدنه عالقا على المشط بشكل دائم ، و كذلك متناثرا على الوسادة و السرير ، أو منتشرا على أرضية الحمام بشكل كثيف بعد الاستحمام ، و لاشك أن هذا سيسبب لهن الفزع و خصوصا مع استمرار هذه الحالة و الخوف من فقدان الشعر كله و الاصابة بالصلع.
• الا أن مشكلة تساقط الشعر بعد الولادة تعتبر في الواقع أمرا شائعا و طبيعيا و ليس كبقية حالات تساقط الشعر الأخرى الناتجة عن امراض او عوامل وراثية و غيرها . و عادة ما تستمر هذه المشكلة بشكل مؤقت خلال الأشعر الثلاثة الأولى من الانجاب ، و لكن لابد من الاشارة الى أن تساقط الشعر لا يكون بنفس الدرجة و الشدة عند جميع النساء و ذلك بسبب الاختلاف و التباين بين طبيعة الجسد و العوامل المؤثرة الأخرى . و قبل الخوض بأسباب تساقط الشعر في مرحلة الانجاب و علاجه ، لابد لنا من التعرف على طبيعة حياة و نمو الشعرة خلال فترات الحمل.

دورة حياة الشعرة أثناء الحمل:

• للشعر دورة حياة طبيعية تمر بثلاثة مراحل و هي فترة النمو و فترة الثبات و فترة التساقط ، و تتميز كل شعرة بدورة حياتها الخاصة بحيث لا تتزامن دورات حياة الشعر مع بعضها البعض بنفس فترة المراحل ، و هذا ما يساعد في تجنب نمو الشعر دفعة واحدة و تساقطه كله في نهاية دورة حياته.
• تنمو الشعرة من بصيلة الشعر المتموضعة تحت جلد فروة الرأس ، و تكون الشعرة في البداية صغيرة جدا الا أنها تنمو بشكل تدريجي في المرحلة الأولى من دورة حياة الشعر و تزداد في نموها شيئا فشيئا الى أن تصل الى الحد الأقصى ، و هنا تدخل الشعر في  المرحلة الثانية و فيها تتوقف عن النمو و تثبت على وضعها الحالي ، و بعد فترة من الثبات تبدأ المرحلة الأخيرة و التي تتساقط فيها الشعرة مفسحة المجال لشعرة أخرى في الظهور و النمو من جديد بدلا منها.
• و هذا الأمر ما يجعلنا كمية من شعرنا تتساقط يوميا و عادة ما يتراوح هذا التساقط الطبيعي  ما بين 60 الى 100 شعرةٍ يومياً ، فإن كان هذا التساقط ضمن هذه الحدود فلا داعي للقلق أما ان زاد بشكل واضح عن ذلك فحينها لابد من وجود مشكلة و سبب أخر لذلك لابد من كشفه و علاجه قبل أن يتفاقم الأمر.
• و لكن دورة حياة الشعرة الطبيعية تختلف خلال فترة الحمل و ذلك يعود الى هرمونات الحمل و بالأخص هرمون الاستروجين الذي يكون مرتفعاً في الجسم طوال تلك الفترة ، و هو ما يساعد على زيادة فترة النمو و تأخير مرحلة سقوطها الى حد كبير مما يجعل المرأة الحامل تتمتع بشعر كثيف و غزير بشكل واضح جدا.

اسباب تساقط الشعر بعد الولادة

• من الطبيعي ان تفرح المرأة الحامل بحصولها على شعر غزير فتزهو بنفسها و تظن أن هذا الأمر سيدوم طويلا ، و لكن للأسف هذا غير صحيح فما ان تنجب طفلها حتى تبدأ معدلات الهرمونات في جسدها بالاختلاف في جسمها و الهرمونات التي ازدادت في السابق ستتناقص و ترتفع نسبة اخرى ، فمثلا هرمون الاستروجين الذي ارتفع خلال فترة الحمل و أدى الى زيادة نمو الشعر و غزارته سرعان ما سيرجع الى معدله الطبيعي.
• ليس الأمر كذلك فحسب بل ان الانخفاض السريع لهرمون الاستروجين بعد الانجاب سيؤدي الى تساقط كمية كبيرة من الشعيرات ، و هذا أمر طبيعي لكون هذا الهرمون حين كان معدله مرتفعا عمل على اطالة مرحلة نمو و ثبات الشعر و تأخير مرحلة التساقط  أما حين انخفض معدله أدى الى  دخول عدد كبير من الشعيرات في مرحلة التساقط مرة واحدة.
• من ناحية اخرى هناك أسباب أخرى غير متعلقة بالهرمونات تؤدي الى تساقط الشعر بعد الولادة و من أهمها عامل التغذية ، حيث ان الغذاء الكافي هو أمر ضروري لنمو و قوة الشعر ولكن جسم المرأة بعد الانجاب يكون منهكا و فاقدا للتغذية و العناصر الغذائية الرئيسية ، و تأتي مرحلة ارضاع الطفل و استهلاك المكونات الغذائية في الجسم لتزيد المشكلة ، و بالتالي يصبح الشعر خلال هذه الفترة فاقدا للكمية الكافية من الغذاء و التي يحتاجها و هنا تزيد نسبة تساقطه و يصبح قليل الكثافة.

كيفية منع تساقط الشعر بعد الولادة:

ان موضوع تزايد الهرمونات خلال فترة الحمل و تغيرها بعد الانجاب الى التناقص هو أمر مفروغ منه في الحقيقة ، و من غير الممكن التحكم بتلك العملية و بالتالي سيكون تزايد نمو و كثافة الشعر في أوقات الحمل شيء طبيعي ، و كذلك أيضا تساقط الشعر بعد الولادة  ، و لهذا من المهم أن تتعايش المرأة مع التغيرات الحاصلة في هذه المراحل.

• تعويض النقص الغذائي بالجسم و تناول كميات كافية من البروتينات و الفيتامينات و المعادن الاساسية التي تساعد على تغذية الشعر و تقويه.
• العناية بالشعر بشكل فائق ، و عدم تعريضه للجذب القوي و التمشيط العنيف الذي يؤدي الى تساقطه.
• عدم استعمال أي مستحضرات تحتوي على مواد كيميائية ، و كذلك التقليل من استعمال مجففات الشعر.

علاج تساقط الشعر بعد الولادة:

• من المهم جدا الاعتناء بتناول غذاء صحيٍ و متوازن ، و لابد أن تكون وجبات الطعام غنية بالعناصر الغذائية الهامة و خاصة تلك التي تحتوي على فيتامين C ومجموعات فيتامينات B لأنها تحافظ على الشعر و تقلل من تساقطه.
• خلال فترة الرضاعة من المهم أن تلتزم المرأة بتناول المعادن و الفيتامينات الضرورية للجسم بشكل منتظم و ذلك لتعويض الكميات التي نقصت سابقا و ستتناقص نتيجة ارضاع الطفل.
• يعتبر عنصر البيوتين مكونا من فيتامين ب و لهذا يعد من العلاجات القوية لتساقط الشعر.
• يمكن تناول الكافيين المتوافر على شكل أقراص أو يمكن استعماله بشكل موضعي على فروة الرأس.
• من الممكن و من خلال استشارة الطبيب فقط استخدام وسائل منع حملٍ هرمونية بعد فترة من الولادة ، و ذلك لأنها من المحتمل أن تساهم في رفع معدلات الهرمونات في الجسد و بالتالي التقليل من تساقط الشعر.
• يفضل القيام بتدليك الفروة الرأس بشكل لطيف بأطراف الأصابع و لعدة دقائق في اليوم ، حيث يساعد ذلك في زيادة تدفق و وصول الدم الى فروة الرأس و بصيلات الشعر مما يسرع من نموها و يقويها.
• استخدام الزيوت و الوصفات الطبيعية المناسبة و تدليك الشعر بها لأنها تساعد في الحصول على نتائج مميزة.
• يجب الامتناع عن استعمال أي مواد كيميائية على الشعر.
• ليس هناك داعي الى استعمال دواء المينوكسيديل او ما شابهه لأنها تناسب فقط حالات الصلع و تساقط الشعر الكبير.

متى يتوقف تساقط الشعر بعد الولادة؟

• رغم أن تساقط الشعر بعد الولادة سيكون كثيفا و مخيفا الى درجة كبيرة ، الى أن الأمر الجيد هو أنه لن يستمر بالتساقط على هذه الشاكلة و سيعود الى حالته و نموه الطبيعي بعد 3 الى 4  أشهر من الولادة سواء تم استعمال علاج لهذه المشكلة.
• فبعد تأثر دورة حياة الشعرة نتيجة التغيرات الكبيرة التي حدثت بالهرمونات خلال فترة الحمل من ارتفاع في الاستروجين في البداية و انخفاضه بعد الولادة و بالتالي تساقط الشعر ،  تعود بعد فترة الهرمونات الى مستوياتها الطبيعية و يعود الشعر الى دورة حياته و نموه الطبيعي.
• و بما أن نمو الشعر عادة ما يكون بطيئا (1  سم في الشهر ) فلن تتمكن الأم من ملاحظة التغيرات الحاصلة و نمو الشعر بشكل طبيعي كالسابق حيث تحتاج الى عدة أشهر حتى تشعر بأنها استعادت شعرها الكثيف و مظهرها الأنيق و الجميل . و ليتحقق ذلك في وقت أسرع من المهم أن يتم خلال تلك الفترة الاعتناء بالغذاء بشكل جيد و عدم اهمال تناول البروتينات و الفيتامينات و المعادن الأساسية بانتظام.

نصائح هامة:

• يجب ابعاد الشعر عن مصادر الحرارة العالية كتعريضه للسيشوار و مكواة الشعر.
• يجب عدم استعمال مستحضرات و مواد تحتوي على مواد كيماوية لأنها ستزيد تساقط الشعر و تفاقم المشكلة.
• في بعض الأحيان قد يكون من المفيد تقصير الشعر و اعطائه مظهرا جديدا ، فبدلاً من الاحتفاظ بشعرٍ طويلٍ خفيف من الممكن الحصول على تسريحات قصيرة أجمل و تساعد على استعادة الشعر الكثيف و القوي بشكل أسرع.
• يجب عدم جذب الشعر بشكل عنيف أو تصفيفه على شكل ضفائر تشده بعنف.
• من الممكن التحايل على الشعر الخفيف ببعض التسريحات التي تجعله يبدو أكثر كثافة.
• يفضل الاعتماد على الأمشاط ذات الأسنانٍ الواسعة للتقليل من تساقط الشعر ، و كذلك يجب استعمال الأمشاط الخشبية أو البلاستيكية بدل المعدنية.
• يفضل استعمال بعض مستحضرات الشعر الخاصة كالشامبو و محسنات الشعر التي قد تساعد على تكثيف الشعر و تحسين مظهره ،المهم ألا تحتوي على مواد كيماوية.