الشعر الخفيف او ترقق الشعر:
الشعر الخفيف او ترقق الشعر | الدور الكبير الذي يلعبه الشعر في جمال الانسان و مظهره لا حدود له ، و يكفي أن نتخيل أنفسنا بدونه حتى نتحقق من الفرق و مدى تأثيره على جاذبيتنا . لكن الشعر و للأسف يتعرض خلال حياتنا للكثير من المشكلات كالتقصف و التساقط الذي يؤدي الى مشكلة الشعر الخفيف و ان تساقط الشعر بكميات كبيرة و لم يتم ايجاد حل فسوف يؤدي بالتأكيد الى حدوث الصلع مع الوقت .
و تعود الكثير من مشكلات الشعر اما للعوامل الوراثية أو التقدم في العمر أو بسببنا نحن نتيجة اهمالنا لشعرنا و تعريضه للمواد الضارة كالصبغات و المواد الكيماوية المختلفة . فكثيرا ما يلاحظ الناس أنه و بعد أن كان شعرهم غزيراً و ذو كثافة و جاذبية مبهرة ، تحول الى شعر قليل الكثافة و متناثر ، و لا يمكن عمل به العديد من التسريحات التي تعودوا عليها في السابق ، و تتأثر النساء أكثر من الرجال بهذه المشكلة .
في المقال التالي سنتعرف على الشعر الخفيف او ترقق الشعر ، و أسبابها الرئيسية ، كما سنستعرض طرق علاج الشعر الخفيف الأكثر انتشارا و فعالية و غير ذلك من المعلومات المهمة فتابعونا .
أنواع الشعر الخفيف:
من المعروف ان هناك نوعان من الشعر الخفيف و هما :
الشعر الخفيف كلياً : و هو ما يعني ان كثافة الشعر هي القليلة في فروة الرأس ، و تبدأ المشكلة من قلة عدد الشعيرات في الراس و تزداد وضوحا كلما انخفض هذا العدد .
الشعرة الخفيفة : حيث تكون أساس المشكلة هي الشعرة ذاتها نتيجة قلة سماكتها و هشاشتها و هو ما يعطي مظهرا خفيفا و رقيقا للشعر بشكل عام . و هذا النوع من الشعر لابد من الحذر خلال التعامل معه لأنه سريع التكسر و التساقط خصوصا مع الحركات القوية خلال التمشيط او الغسيل و غيرها ، و هو ما يؤدي الى مفاقمة المشكلة الى حد كبير لأنه سيصبح لاحقا خفيف السماكة و العدد أيضا .
دورة حياة الشعرة:
يعتبر الشعر من العناصر الحية في الجسم و هو يتمتع بدورة حياة مستمرة تنقسم الى 3 مراحل رئيسية و هي مرحلة النمو ، و مرحلة الثبات ، و مرحلة التساقط .
يبدأ في المرحلة الأولى الشعر بالنمو من البصيلة التي تنبت تحت جلد فروة الرأس ، و يتدرج نمو الشعرة لفترات مختلفة تتراوح ما بين العامين و الخمسة أعوام ، و عادة ما تزداد الشعرة حوالي 1 سم كل شهر في هذه المرحلة .
في المرحلة الثانية من دورة حياة الشعر تتوقف الشعرة عن النمو و الازدياد في الطول و تبقى على طولها الحالي ، غير أن هذه المرحلة ليست طويلة و لا تستمر سوى بضعة أسابيع فقط .
المرحلة الأخيرة من دورة حياة الشعر تتمثل في تساقط الشعرات التي اجتازت المرحلتين السابقتين حيث قد يفقد الشخص عشرات الشعيرات يوميا و هو امر طبيعي حيث ستعاود شعرات اخرى النمو مكانها .
و من المهم الاشارة الى أن درة حياة الشعر تختلف بوقتها فيما بينها بحيث لا تنتهي كلها في آن واحد و هو أمر مهم حتى لا تتساقط جميعها في نهاية المرحلة الأخيرة .
أسباب الشعر الخفيف او ترقق الشعر:
كما ذكرنا سابقا بأن تساقط عددا من الشعرات يوميا من الرأس لا يعد أمرا مقلقا بل هو طبيعي جدا ، و لكن المشكلة حين يتزايد تساقط الشعر الى درجة كبيرة مما يؤدي الى الوصول الى مشكلة الشعر الخفيف و قليل الكثافة ، و ان استمرت عملية خسارة الشعر بهذا الشكل دون ايجاد علاج لها فسيكون الشخص مهددا بالتعرض للصلع لاحقا و هو ما يعتبر كابوس حقيقي على الجمال و المظهر . و هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي الى الشعر الخفيف او ترقق الشعر و من أبرزها :
الجينات:
الجينات الوراثية هي العامل الأكثر تأثيرا في مواصفات الشعر و لونه و قوته او ضعفه و كذلك الاصابة بالصلع و غيرها ، حيث يعاني الكثير من الرجال من وراثة الصلع عن الآباء مثلا و يكون هذا الامر كابوسا لهم و خصوصا ان حدث في سن مبكر ، أما النساء فغالبا ما تؤثر العوامل الوراثية على الشعر لديهن على صورة مشكلة الشعر الخفيف و قليل الكثافة و قليلا ما يصبن الصلع .
التقدم في العمر:
يؤثر التقدم في العمر على كافة أعضاء و عناصر الجسم حي يتراجع اداء بعضها ز يضعف بعضها الآخر ، و كذلك الشعر يتراجع في مراحل السن المتقدمة و يضعف نموه و انتاج البصيلات للشعر .
و لا يأتي هذا الضعف فجأة و انما على مراحل متعددة خلال الحياة ، فعند النساء مثلا من أكبر الصدمات التي قد يتعرض لها شعرهن في الحياة هي مرحلة الحمل والرضاعة ، حيث أن نمو الجنين في جسد المرأة يعني أنها لم تعد مسئولةً عن تغذية جسدها فقط و انما جسد جنينها ايضا ، و هو ما يقلص نسبة وصول الغذاء الى الشعر أيضا ، و كذلك الأمر في فترة الرضاعة . و من ناحية أخرى تحصل في فترة الانجاب تغيرات هرمونية تؤثر بشكل كبير على الشعر و نموه .
قبل الولادة:
في بداية الحمل ستؤثر الهرمونات بشكل ايجابي و تحصل زيادة كثافة و سمك الشعر ، و لكن كل هذا سوف يتغير بعد الولادة و تقل أثر الهرمونات الأنثوية ، و خلال فترة إرضاع الطفل سيبدأ الشعر في التساقط ، و هنا لابد من تأمين غذاء أكثر للشعر .
الفترة الأخرى الصعبة على شعر المرأة تكون في ” سن اليأس ” ، ففي هذه الفترة يبدأ منسوب الهرمونات الأنثوية بالانخفاض تدريجيا ، و هو ما يجعل الشعر يخسر المحفز الرئيسي لنموه و تغذيته ، و من ثم يصبح ضعيفا سريع التأثر و السقوط و لهذا لابد من العناية جيدا به و علاجه في هذه المرحلة .
من جهة أخرى تلعب العوامل النفسية و خصوصا الضغط و التوتر دورا كبيرا في التأثير السلبي على الشعر و تعريضه للتساقط في مختلف مراحل العمر و خصوصا في الكبر ، و لهذا لابد من تجنب هذه العوامل تماما .
قلة التغذية:
كما أن التغذية الجيدة تساعد على تقوية الجسم و نموه بشكل سليم و زيادة مناعته ضد الأمراض ، كذلك هي الحال بالنسبة للشعر حيث أنه يحتاج باستمرار إلى العناية الغذائية و بالأخص إلى الفيتامينات و الهرمونات و كذلك البروتينات ، فإن قلت نسبة احداها عن الجسم فسوف يؤثر ذلك بشكل سلبي حتما على الشعر و يضعفه .
و يعتبر فيتامين ب من الفيتامينات الهامة جداً لنمو الشعر و سيسبب نقصها عدة مشاكل فيه ، و كذلك الحديد مهم جدا للشعر و لا يجب انقاصه ، و لكن من ناحية أخرى تتسب زيادة بعض الفيتامينات عن حدها المطلوب كفيتامين أ في نتائج عكسية على الشعر و قد تتسبب في تساقطه ، و لهذا ينبغي الحرص على تناول هذه العناصر بشكل متوازن .
كما يعد الرجيم القاسي ، أو خسارة الوزن بقترة قصيرة و كميات كبيرة احدى المسببات للحصول على شعر خفيف و زيادة نسبة تساقطه ، و لهذا دائما ما يفضل التخلص من الوزن الزائد بشكل تدريجي .
نقص العناية:
من البديهي ان أي شيء تهمله و تقلل العناية به سوف يتعرض للتدهور و يفقد الكثير من مميزاته و مواصفاته التي تعودت عليها ، فكيف ان كان هذا العنصر شديد الحساسية كالشعر و تعرض للإهمال و قلة العناية و ترك بمواجهة عوامل بيئية و تغيرات جوية مختلفة ، فلا شك أنه سيتعرض للكثير من المشكلات و الضعف و ستتساقط الكثير من الشعيرات نتيجة ذلك .
و لكن من ناحية اخرى الاهتمام بمظهر الشعر فقط و استعمال أي من مستحضرات التجميل للحصول على لمعان و مواصفات أخرى جميلة للشعر سيؤتي لاحقا بنتائج عكسية ، حيث ان الكثير من هذه المستحضرات المنتشرة في الأسواق تحتوي على مواد كيماوية تؤثر على الشعر و بصيلاته و تضعفها الى حد كبير . و كذلك الأمر بالنسبة الى الاكثار من استعمال المجففات الحرارية للشعر و التي كثيرا ما تتسبب بتقصفه و تساقطه .
الأمراض و الأدوية:
قد تسبب العديد من الأمراض التي قد يتعرض لها الجسم و خصوصا بعض الأمراض الجلدية تساقط الشعر و قلة كثافته . و كذلك فإن تناول بعض الأدوية و العلاجات قد تؤدي الى هذه المشاكل ذاتها و عندها لابد من مراجعة الطبيب لمحاولة استبدالها بأدوية أخرى أقل تأثيرا على الشعر .
علاج مشكلة الشعر الخفيف او ترقق الشعر:
تعتبر مشكلة الشعر الخفيف او ترقق الشعر من اكثر مشاكل الشعر انتشارا بين الناس ، و لهذا دأب الخبراء و المتخصصين على محاولات ايجاد العلاج الأفضل و الأكثر فاعلية لها ، و قد كانت بدايات هذه المحاولات من خلال دراسة أسباب تساقط الشعر و ظهور الشعر الخفيف و بعد العديد من التجارب تم التوصل الى الكثير من العلاجات و الحلول بعضها كان نافعا و الأخر غير فعال . و تختلف اليوم علاجات الشعر الخفيف أو الرقيق بحسب حالة المريض و طبيعة المشكلة و اسبابها .
علاج سماكة الشعرة:
كما ذكرنا سابقا فإن مشكلة الترقق في الشعر قد تكون ناتجة عن ضعف الشعرة ذاتها و قلة كثافتها ، و هذا الأمر يجعل الشعرة أكثر قابلية للتمزق و التلف عند أي اجراء بسيط و لو حتى بتمشيط الشعر . و من هنا جاء العلاج لهذه المشكلة من خلال وسائل تساعد الشعرة على النمو و تزيد من قوتها و سماكتها ، و من أبرز هذه الوسائل كان الكافيين .
و لا نقصد بالضبط أن على الذي يعاني من هذه المشكلة تناول كميات من الكافيين و ادخالها الى معدته ، و انما تحتاج بصيلات الشعر إلى التعرض مباشرة للكافيين حيث أنه يحفز البصيلة على إنتاج شعرة أكثر سمكاً و طولاً و قوة ، و يمكن الحصول على هذه المنتجات من الصيدليات ، و غالبا ما تصل تكلفتها الى نحو 50 دولار أمريكي تقريبا .
علاج البصيلات الضعيفة و التالفة:
قد تتعرض بصيلات الشعر خلال فترات الحياة و بسبب العديد من العوامل الى الضعف أو حتى انها تموت ، و من الممكن اللجوء الى بعض المواد مثل AHAs لكونها تساعد بصيلات فروة الرأس على التجدد و إنتاج شعر صحي و قوي ، و تتوافر هذه المنتجات في مختلف الصيدليات نحو 20 دولار أمريكي فقط .
المواد المساعدة على نمو الشعر:
قد تحصل بعض الظروف و العوامل التي تؤدي أحيانا الى ضعف نمو الشعر و بالتالي سيكون الشعر ضعيفا في هذه الفترة ، و لذلك تظهر الحاجة الى استعمال مواد تساعد على تحفيز البصيلات على انتاج شعر قوي و ينمو بشكل سليم من جديد . و يعتبر البيوتين من أهم مصادر فيتامين ب و الذي يعتبر أساسيا للشعر بشكلٍ أساسي و يمكن الحصول عليه من مختلف الصيدليات و هو غير مكلف حيث يبلغ سعره 15 دولار أمريكي .
و من العلاجات الهامة لهذه الحالات ايضا هي خلاصات البصل و الثوم و التي تعتبر شائعة جدا و كثيرة الاستعمال ، و هي مفيدة جدا لشعر الرأس و الرموش و الحواجب . كما توجد منتجات خاصة بخلاصات التوم و البصل
و كذلك تعتبر الببتيدات من العناصر الهامة جدا لنمو الشعر و طوله و تقويته ، و تتوافر العديد من المستحضرات المناسبة للشعر مثل سيرم و الشامبو و كريمات الشعر الغنيةً بالببتيدات ، و يبلغ سعرها نحو 150 دولار أمريكي تقريبا . و كذلك هناك مادة ال Minoxidil و التي يقارب سعرها عن ال 30 دولار أمريكي .
عندما تحتاج البصيلات وفروة الرأس نفسها لعلاج:
الاصابات العميقة و ضعف الشعر الكبير كثيرا ما يكون سببه الأساسي هو ضعف البصيلات التي تنبت الشعر ذات نفسها ، و في هذه الحالات من المهم جدا اتباع علاجات أعمق و أكثر فعالية للحصول على نتائج جيدة ، و قد عمل الخبراء بكل جد للوصول الى هذه العلاجات و التي باتت متنوعة جدا اليوم .
البلازما:
الكثير منا سمع عن علاج حقن البلازما التجميلي فهو شائع بشكل كبير و له فاعلية كبيرة ، حيث يتميز عن غيره من الاجراءات التجميلية بكونه بسيط و سريع النتائج و آمن الى حد كبير . و قد بات اليوم من الممكن علاج الشعر عن طريق حقن البلازما و خصوصا لعلاج مشكلة الشعر الخفيف او ترقق الشعر ، الأمر المميز في هذا العلاج هو أنه يتم استخلاص البلازما من دم الشخص نفسه لذلك و هو ما يجعله أمن الى حد كبير على العكس من المواد التي تحتوي على كيماويات و عناصر غيرها تضر بالجسم و الشعر . و تعتبر البلازما سائل غني بالصفائح الدموية ، و يساعد على تحفيز البصيلات على النمو و انتاج شعر صحي و قوي و تقليل تساقطه .
الليزر:
في القرن الواحد و العشرين بدأ الانتشار الواسع لعلاج الليزر في مختلف المجالات التجميلية ، و قد حقق مع الايام نتائج مذهلة ادت الى منافسته للكثير من العلاجات و العمليات التجميلية الأخرى . و تعتبر عمليات ازالة الشعر بالليزر من اشهر الاجراءات التجميلية و التي تجريها الكثير من النساء ، و لكن كيف يمكن علاج الشعر الخفيف بالليزر ؟
عند علاج الشعر بالليزر تعمل أشعة الليزر على تقوية بصيلات الشعر الضعيفة مما يؤدي الى انتاجها شعرا سليما و قويا ، و كذلك تعمل على تحفيز بصيلات الشعر الغير فعالة على انتاج الشعر من جديد و هو ما يزيد من كثافة الشعر في فروة الرأس .
الحبوب والعقاقير:
هناك الكثير من الأدوية المتوافرة في الصيدليات و التي تساهم في زيادة الدورة الدموية و زيادة المغذيات الواصلة الى بصيلة الشعر ، و لكن نتائجها تحتاج الى وقت طويل .
عملية زراعة الشعر:
و هي من ابرز العلاجات لمشكلة الشعر الخفيف او ترقق الشعر و الصلع ، و لكن لا يفضل اللجوء اليها الا في الحالات الشديدة و التي لم تنجح الطرق الأخرى في حلها .
قبل و بعد:
علاجات الشعر المختلفة تحتاج الى وقت حتى تحقق نتائجها المرجوة ، و هناك بعض الطرق كعمليات زراعة الشعر قد تستغرق أكثر من سنة حتى تظهر نتائجها النهائية ، و لهذا لابد على المريض أن يتمتع بالصبر و أن يلتزم بالتعليمات تماما .
و يمكن تجنب زيادة مشكلة الشعر الخفيف من خلال التوقف عن العادات السيئة كاستعمال المواد الكيميائية ، و شد الشعر بطريقة او اخرى و غير ذلك .
نهاية مقال الشعر الخفيف او ترقق الشعر